16 عاما على الحرب – حوار مؤسسـة هدايـة مع المتحدث باسم الإمارة الإسلامية

بسم الله الرحمن الرحيم الحمــد لله وحــده، والصلاة  والسلام علــى نبينــا محمــد صلــى الله عليــه وســلم؛ وبعــد: بدايـة نرحـب نحـن فـي مؤسسـة هدايـة بضيفنـا الكريـم المتحـدث الرسـمي باسـم الإمارة الإسلامية ذبيـح الله مجاهـد، ونشـكره علـى تفاعلـه معنـا، وسنســلط الضــوء فــي هــذا اللقــاء علــى الكثيــر مــن المســائل الهامــة التــي يبحــث عــن إجابتهــا الكثيــر مــن المتابعيــن للشــأن الأفغاني ومصيــر الحـرب […]

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمــد لله وحــده، والصلاة  والسلام علــى نبينــا محمــد صلــى الله عليــه وســلم؛ وبعــد: بدايـة نرحـب نحـن فـي مؤسسـة هدايـة بضيفنـا الكريـم المتحـدث الرسـمي باسـم الإمارة الإسلامية ذبيـح الله مجاهـد، ونشـكره علـى تفاعلـه معنـا، وسنســلط الضــوء فــي هــذا اللقــاء علــى الكثيــر مــن المســائل الهامــة التــي يبحــث عــن إجابتهــا الكثيــر مــن المتابعيــن للشــأن الأفغاني ومصيــر الحـرب فـي أفغانسـتان.

ضيفنا الكريم ذبيح الله مجاهد، بعد مرور 16 سنة من يخسر الحرب في أفغانستان؟

من الواضح جدا أن حلف النيتو وأمريكا خسرتا المعركة في أفغانستان، واعترفوا عدة مرات أنه لا يمكن لهم الانتصار فيها، وقد تعبوا من استمرار الحرب، و شعوبهم ملوا وكلوا عن تحمل أعباء خسائر الحرب النفسية والمالية، ويحاولون التخلص منها.

لقد جاءت أمريكا إلى أفغانستان لتحقيق أغراضها الاحتلالية، واستعباد الناس وتسخير الشعب، واستبدال أفغانستان بقاعدة عسكرية دائمة.

لكن مؤامراتها المشؤومة فشلت، وخابت مساعيها، وهي الآن ضلت طريق الهروب.

بينما يرى الشعب الأفغاني الأبي المجاهد أن الجهاد في سبيل الله ضد الكفار المحتلين، هو مسؤوليته ويقاتل ويكافح احتسابًا وامتثالًا لأمر الله عز وجل، وبإذن الله لن يكلَّ ولن يملَّ عن أداء هذا الواجب، ولن يشعر أبدًا بالندم في هذا السبيل.

 

– ماهي نسبة سيطرة طالبان على الأرض؟وما هي نقاط قوته؟

تسيطر الإمارة الإسلامية على أكثر من نصف أراضي أفغانستان، ولها نفوذ قوي في باقي المناطق أيضًا، حتى أن لها نفوذًا وأثرًا كبيرًا في كبرى وأهم المدن كالعاصمة كابل، وقندهار، وهرات، بلخ وننجرهار.

وإليكم بعض نقاط قوة طالبان:

1- تحمل طالبان رسالة شرعية، والله سبحانه وتعالى وعد المجاهدين المؤمنين بالنصر والتمكين.

2- الإيمان و الوحدة والطاعة أصول مهمة جدا في صفوف الإمارة الإسلامية، وهي السبيل الشرعي الذي على أساسه ينجح النظام والمجتمع وتقوم الدولة الإسلامية.

3- مجاهدو الإمارة الإسلامية يتمتعون بالشجاعة والقوة بفضل صفاء عقيدتهم ورسوخ حقهم وعدل قضيتهم.

4- العسكريون في الإمارة الإسلامية أصحاب خبرات ومهارات في التكتيكات العسكرية ولهم تجارب أكثر من أي وقت مضى، لأن عددًا كبيرًا منهم تواجدوا وثبتوا في ميادين القتال منذ السنوات الـ 35 الأخيرة، وهي من النقاط التي أربكت العدو.

5- مجاهدونا منتبهون لهدفهم الرئيسي، ولا يشغلون أنفسهم بالأمور العبثية، والخلافات التي لا فائدة منها، ومن المشاكل الجانبية، ولهذا أثر عظيم في قوة الصف الجهادي.

6- يتمتع المجاهدون بحماية ومساندة شعبهم المسلم، فللإمارة الإسلامية تعاطف ومودة قوية من شعبها البطل، وكذلك كسبت مساندة ونصرة الأهالي المصابرين.

هذه المواصفات المذكورة إن وجدت في أي مجتمع إسلامي، فهي من النقاط الأساسية والمحورية لقوته ونجاحه.

 

– ما هو دور العلماء في الجهاد الأفغاني؟ وماذا تنتظرون من العلماء خارج الساحة الأفغانية؟

إن أساس الإمارة الإسلامية وُضِعَ من قِبَلِ العلماء الكرام، وهم من يحملون مسئولية وعِبء القيادة.

وللعلماء الكرام دور بارز في تقوية صفوف الإمارة الإسلامية وتنبيه المسئولين على النقاط الأساسية وفقًا لمسئوليتهم الشرعية.

جميع سياسات ومواقف الإمارة الإسلامية لا تدخل حيز التنفيذ إلا بعد استشارة وموافقة العلماء الكرام.

إن الإمارة الإسلامية تحترم وتقدر العلماء الكرام، وتواصل جهادها بتعليمات ومساعدات منهم.

كما نرجو من باقي علماء الأمة الإسلامية مساعدتنا معنويًا وتقديم النصائح والتنبيهات لنا، وهذا ليس منّة منهم بل هو واجب شرعًا عليهم، كما أننا نأمل منهم أن يوجهوا المسلمين في كل مكان للدعاء لنا ومناصرتنا بالكلمة الطيبة والذكر الحسن.

 

– كيفية التعامل مع الحكومة العميلة وما هو مصيرها؟ وهل أثر تسليم حكمتيار على الجهاد الأفغاني؟

إدارة كابل صُنعت من قبل الكفار المحتلين للسيطرة على شعبنا المسلم من داخله، ولذلك فهي عدوة لنا ومُستهدفة من قبلنا بالدرجة الثانية بعد قوات الاحتلال، وسنظل نعاملها كعدو لنا طالما أنها تتحالف مع المحتل ضد ديننا ووطننا.

حكمتيار لم يمسك بأي طرف في الجهاد الجاري حتى يتأثر ذلك الطرف باستسلامه، فقد كان باحثًا عن عزة وجاه وجلال ذاته، وكان سابقًا يتسلق الصف الجهادي لذلك؛ والآن ذهب إلى إدارة كابل على أمل ذلك. لن يؤثر ذهاب حكمتيار بشيء على الجهاد ولن يتأثر أحد بذلك.

 

– ماهي التطورات التي حصلت للطلبة بعد الحرب من الناحية الشرعية والعسكرية؟

حالیًا الوضع عسكري. ولذا تركيزنا الأكبر على الأمور العسكرية، والمجاهدون منتبهون لأمور إقامة وإدارة النظام، كما أنهم منتبهون للتعاليم العسكرية في المستقبل أيضًا.

وبفضل الله تم إقامة محاكم شرعية في جميع أرجاء البلاد، وبإمكان الأهالي في كل ولاية وفي كل مديرية بالرجوع إليها. كما أُخذت خطوات قدر المستطاع في مجال التعليم والتربية، وهناك جهود كبيرة في مجال الدعوة والإصلاح. كما أخذت خطوات كبيرة في مجال تقديم الخدمات الصحية للأهالي، كما تم تنفيذ مشاريع كثيرة في مجال إعادة الإعمار وتقديم الخدمات الرئيسية للأهالي بحسب إمكاناتنا، وهناك الكثير قيد الدراسة والتخطيط أيضًا.

وفي المدارس الشرعية يتم تعليم الآلاف من أجل التوعية بالنظام الشرعي بالرغم من وجود مشاكل أمنية كثيرة، ولدينا مراكز عسكرية للتعليم والتدريب العسكري.

وبإذن الله يكتب لنا النصر العسكري قريبًا، حينها سيتم اتخاذ خطوات عملية ومناسبة جدًا لتطوير وتحسين باقي المجالات وفق إمكاناتنا. إن شاء الله.

 

– هل تأثرت الحركة بموت أميرها الملا عمر واستشهاد الملا منصور – رحمهم الله – ؟

من الطبيعي بأن لمؤسس الحركة دور كبير ولا يمكن لأحد آخر ملأ فراغه بسرعة، لكن بفضل الله وكرمه تمكنت القيادة الجديدة للإمارة الإسلامية ومسئوليها بمليء الفراغ الذي تركه وفاة سماحة أمير المؤمنين الملا محمد عمر مجاهد رحمه الله وبعده استشهاد أمير المؤمنين الشهيد الملا أختر محمد منصور رحمه الله إلى حد كبير ولله الحمد.

قيادتنا الجديدة أصبحت أكثر جدية وثباتًا ووفاءً، ومجاهدي الإمارة الإسلامية ازدادوا أكثر قوة مع التجارب، لذلك يمكننا القول بأن الإمارة الإسلامية لم تتأثر بعد وفاة واستشهاد 2 من زعمائها. والحمد لله.

 

– كيف هو الوضع العسكري بالنسبة للامريكان وهل لازال لديهم قدرة على  التاثير؟ كيف تواجه الامارة تكتيكات العدو مثل الانزالات والطائرة بدون طيار؟

نحن على يقين بأن الأمريكيين مدججين بأحدث الأسلحة والتكنولوجيا، لكنهم بلا عقيدة. للعقيدة والمعنويات دور بارز في كسب الحروب والمعارك، ولله الحمد فمجاهدو الإمارة الإسلامية أصحاب إيمان راسخ كونهم مسلمين ولله الحمد، وتوكلهم كبير على الله عز وجل، لذلك لم يخضعوا لأي نوع من ضغط وإرهاب أمريكا، وهذا الأمر زرع اليأس في قلوب الأمريكيين وهم الآن مرتبكون متزلزلون. والحمد لله.

لقد شاهدتم عدم تمكن ترامب بعد توليه الحكم من الإعلان عن إستراتيجيته حول أفغانستان لـ 7 شهور. وبعد كل هذه الفترة أيضًا أعلن إستراتيجية متناقضة مليئة بالفوضى والارتباك، ومن الواضح بأنه لم يبقى في جعبة الأمريكيين إلى التهديدات الجوفاء.

ميدانيًا نرى حال الأمريكيين حيث انهارت شوكتهم وقوتهم بإذن الله، واقتصادهم ينهار يومًا بعد يوم، ومعدل البطالة في أمريكا ارتفع بشكل قياسي، والخلافات الداخلية ازدادت فيها بعد حربها على أفغانستان، وليس ببعيد أن تكونوا شاهدين على هزيمة الأمريكيين وهروبهم قريبًا، بإذن الله.

نواجه طائرات، وعمليات إنزال ودهم وقصف العدو منذ 16 سنة، ولدينا تكتيكات جيدة لذلك، كما أخذنا التدابير اللازمة للحفاظ على المجاهدين ووضعنا الخطط بشكل محكم للعمليات العسكرية والهجمات على العدو، وعلى إثّر ذلك تضاعفت خسائر العدو.

لقد رأيتم هجماتنا الواسعة في الآونة الأخيرة في مختلف ولايات أفغانستان، ورأيتم فزع وهلع واضطراب العدو منها، وباستمرار هذا الوضع سيطُوي البساط من تحت أقدامهم، بإذن الله وسينتصر المجاهدون إن شاء الله.

 

– ماهي توقعاتكم لمسار الحرب هذه السنة؟ وهل من مبشرات؟

المصير والنتيجة القاطعة للحرب مرتبطة بمشيئة وإرادة الله سبحانه وتعالى، لا نعلم كم سيطيل الله عز وجل هذا الامتحان علينا ومتى سيتكرم علينا بالنصر والتمكين، لكننا نلاحظ مؤشرات النصر لنا بوضوح، وبذلك ترسخ عزائم مجاهدي الإمارة الإسلامية وترتفع هممهم وتقوى إرادتهم، وبإذن الله سيتم اتخاذ خطط وتكتيكات جديدة في جهادنا ضد المحتل الغاشم وهذا سيعجّل بهروب المحتلين الأمريكيين،  وهذا بدوره سيؤدي لانهيار إدارة كابل العميلة. وما ذلك على الله بعزيز.

 

– ماهو هدفكم من هذه الحرب ؟ وهل توجد نية لتقديم تنازلات من أجل السلطة؟

تعلمون بأن بلادنا تحت احتلال الكفار وعملائهم، والذين أبعدوا حكمًا إسلاميًا كانت تنعم به بلادنا الحبيبة، ولذا فإننا عازمون على مواصلة الجهاد حتى تحرير بلادنا وإعادة تحكيم النظام الإسلامي وعودة راية التوحيد ترفرف في سمائها عالية خفاقة.

ولا يمكننا التنازل عن هذه الأهداف الطاهرة.

 

– كيف تتعامل الإمارة الإسلامية مع الاستراتيجية الأمريكية في أفغانستان بقيادة ترمب وما سبل حلها وهل هناك نجاح أو بصيص منه في سياستهم لإجبار الشعب الأفغاني المسلم.؟

لقد ذكرت سابقًا بأن ترامب واستراتيجيته فاشلان من اليوم الذي أعلن فيه إطالة أمد الاحتلال. حيث كان هناك فرصة جيدة لترامب ليعتبر من أسلافه وينهي حرب أفغانستان.

لكن يظهر بأن ترامب سقط تحت تأثير جنرالاته العسكريين البلا خبرة أصحاب عقليات المافيا، واختار طريق بوش وأوباما، وحتما سيفشل كما فشل بوش وأوباما من قبله.

لقد غير المجاهدون والشعب الأفغاني موقفه أيضًا مع إعلان إستراتيجية ترامب والتكتيكات العسكرية، وستزداد وتيرة الهجمات على المحتلين الأجانب وعملائه أكثر، وستُستَخدم خطط وتكتيكات عسكرية جديدة خطيرة للغاية ضدهم، وسيرتفع معدل خسائرهم كثيرًا بإذن الله، وقريبًا سيعترف القادة الأمريكيون بفشلهم وسيبحثون عن طريق للهروب.

إن كانت سياسات استخدام القوة المفرطة والضغط مثمرة للأمريكان، فليس هناك ضغط أو قوة لم تمارسها أمريكا في غضون السنوات الـ 16 الماضية، لكنها كلها فشلت، وإن شعبنا الأفغاني البطل لن ينحني يومًا للغزاة المحتلين.

 

– لازالت الإمارة الإسلامية تقدم أنموذجا ناصعا بثبات رجالها وتضحيات قادتها وهناك كما لا يخفى بعض الإشكالات في فارق المدارس الفقهية وان بعض ضعاف النفوس والمرضى يتحركون من هذا المنطلق لبث الشبة وتضليل الشباب عن الإمارة ومنهم من كتب في تكفير الإمارة بتلك الشبه وصدر من بعض الكرام ردود عليها منها ما كان مطولا ومنها ما هو أقل على هذه الشبه فبما تجيبون إخوانكم وبما تردون على هذا الأمر وجزاكم الله خيرا

بلا شك بأن الجهاد اختبار كبير من الله عز وجل على الجميع، وعلى قدر المشقة والمتاعب فيه يكون الأجر العظيم من الله. إننا نواجه عددًا من المشاكل، لكن بما أن كبار وصغار الإمارة الإسلامية قدموا عمليًا اختبارا ناجحًا مرات ومرات في الثبات والاستقامة على الحق، ولم يُرى منهم أي نوع من الضعف حتى الآن ولله الحمد، فسيقبلون كل هذه المشاكل وسيستمرون في السير على طريق الحق، ونحن على يقين بأن الله عز وجل سيرد الشبهات والدسائس عنّا في هذا السبيل.

إن الإمارة الإسلامية تحظى بمساندة العلماء الكرام في أفغانستان وفي كثير من علماء العالم الإسلامي، ولقد بذلوا كثيرًا من أجل معرفة الإمارة الإسلامية بشكل سليم، ونأمل أن يوفقهم الله للتعريف عن مواقف الإمارة الإسلامية وتبنياتها الشرعية السليمة، وأن يتم رد شبهات بعض الناس من قبل العلماء الربانيين المحايدين الأفاضل.

أخيرًا، أشكر الله تعالى على فضله وأرجو توفيقه، وأسأله الهداية والاستقامة لنفسي وللإمارة الإسلامية.

وجزاکم الله خیرًا